السلام عليكم ورحمة الله وبركلته..
تحياتي القلبية للجميع..
وأتمنى من الجميع قراءة القصة وأخذ العظة والعبرة
القصة واقعية حدث لفتاة كانت تربطني بها علاقة صداقة فأتمنى ممن يقرأها ان يستفيد..
أنا فتاة في الرابعة عشر من عمري، أتحدث عن نفسي وعما حدث لي في ذلك الوقت وأخبركم بقصة حقيقية حدثت لي، قبل عام تقريباً تغربت عن موطني لأشتغل في بيت أحدهم خادمة، كانت العائلة محترمة من أصل عربي وأنا من أصل غير عربي، في البداية عندما دخلت منزلهم لم أكن اعرف العربية قط، لأنني لم أتعلمها مسبقاً، كنت في تلك المرحلة من عمري مراهقة، كنت أتصرف بتهور دون أن أعي تصرفاتي، في الليل والناس نيام كنت ألجأ إلى الفرار من المنزل والخروج إلى الخارج للترويح عن نفسي، ثم بدأت بالتكلم مع الغرباء رغم ما أصبحت فيه من نطق جيد للغتهم، بعدها بأيام معدودة كنت جالسة في وقت الظهيرة وأثناء عودة الأطفال من مدارسهم أنتظرهم وكانت هذه عادتي كل يوم. في ذلك اليوم وكان قد بقي لي أشهر محدودة لأعود إلى بلدي، ثم بعدها أتغرب مرة أخرى عن أهلي وموطني، في ذلك اليوم ألتقيته على الباب أخبرني بأنه أحبني من أول يوماً رآني فيه في ذلك البلد، حاولت الفرار منه والتهرب إلى داخل المنزل، وكان في المنزل الذي أشتغل فيه حظيرة لتربية الأبقار والأغنام والدجاج والأرانب، كان عندهم حيوانات كثيرة، وفي الجهة الخلفية للمنزل يقع المطبخ بعيداً عن الغرف والمنزل من الداخل وكان هناك باباً خلفياً للمنزل، يعبر منه الوالد عند عودته من المسجد إلى داخل المنزل، وكان والدهم يبدأ شغله في الفترة الأخيرة من الليل يعمل كضابط أمن لحماية بلده من امتداد يد الإرهاب إليها، يخرج عند حلول المساء ويغيب لفترة (خمسة أيام هو أقرب تقدير) ثم يعود إلى المنزل، لمدة يومين تقريباً ثم يعود لعمله وفي بعض الأحيان لا يأتي إلى البيت نهائياً، وهكذا، في ذلك اليوم الذي التقيت فيه ذلك الغريب وعندما أخبرني بأنه أحبني بصدق دون أن يكذب علي، دخل قلبي وأحببته ، وكان قلبي يدفعني للانجراف تحت أوامره. واعدته بعد أيام في وقت العشاء (عند أذان العشاء) أن يأتيني من الباب الخلفي للمنزل، بدأنا نتكلم عند الباب إلى أن انتهى وقت الصلاة، وقبل أن يرحل قبلني ومشى، لم تسعني الدنيا عندما قبلني، تمنيت أن أراه مرة أخرى، في اليوم التالي أخبرته أن يأتي بعد نوم الجميع في المنزل، أدخلته الحظيرة، وجلسنا إلى طلوع الفجر نتكلم عن أشياء تحدث في العالم إلى قرب الفجر وقبل الفجر تسلل إلى خارج المنزل وأنا دخلت المطبخ لأعمل الفطور للعائلة قبل أن تحس بوجوده معي دون أن أنام، كان في كل يوم يأتي إلي فيه يحضر معه أشياء جميلة لي وحدي دون غيري، كنت أفكر في كلماته وهي تعبر علي كسلسلة الأحداث التي مرت بي كطفولتي وغربتي وإلى ما لا نهاية وأنا اشتغل في الطبخ، شعرت بحبه من خلال نبض قلبه، عندما رآني انتظره في الخلف وكنت قد وعدته أن أرآه بعد يومين من ذلك اليوم في نفس الوقت والساعة، لكي نتحدث عما سيحدث، لم أفكر في عواقب تصرفاتي أحسست بلوعة الحب التي أفتقدها منذ صغري، لم أكن أعلم أنه سيحاول استغلالي يوماً ولم أكن أعرف ماذا سيحدث بعد اللقاء وليالي السعد التي عشتها، لم أكن أعلم أن وراء قبلاته حرارة تشتعل بين جنبيه لاستغلالي في الغربة كنت أعوض النقص الذي افتقدته منذ زمن، لم أكن أعلم بأن العار سيلحقني إلى نهاية حياتي، لم أشعر بنفسي وأنا أراه يستغلني في شرفي ويسلب مني أشياء إذا فقدها الإنسان، أصابه العار ولحق به الخزي في الدنيا، ولعنه الله لاحقة به في الآخرة، في البداية كان يقبلني فقط دون معاشرة، وبعد فترة كان يأخذ مني أموال قد تصل إلى الراتب ككل لقوله أنه سيرسله لوالدتي في بلدي، أخذ عنواني في بلدي ورقم هاتف منزلنا، لم أكن أعلم بحقارته يوماً كنت أظنه شريف، بعدها توطدت علاقتنا حتى وصلت إلى شرفي المسلوب، كنت استمتع جداً معه، فرحت كثيراً بذلك، وبعد ستة أشهر أحسست بطفله يتحرك في أحشائي لم اعرف ماذا أفعل؟ وكيف سأعرف هل أنا حاملا أو لا؟ بعث بعينه إلى المستشفى معه، لتظهر النتيجة بأني حامل، فجعت صعقت من هول الموضوع، وعظمه ماذا سأقول لهم اتصلت بوالدتي أخبرتها بما جرى لي، وأنا أبكي على ما أصابني، وما لحق بي من خزي، أسودت الدنيا في عيني، إلى من التجأ وأنا في الغربة وحدي؟ كان قد بدا الحمل علي، حاولت أن أختلق الأعذار لكي أعود إلى بلدي دون أن يعلم أحد بأمر حملي، أخبرتهم بأن أمي مريضة حتى أعود إلى بلدي دون أن يعلموا بحملي، وكان الجنين قد بدأ في التكون بأحشائي ماذا افعل وذلك الجبان اخذ راتبي كاملاً وكان يقارب أربعمائة ريالاً ليجلب لي حبوب منع الحمل ولم يأتني بها، توسلت لهم أن أسافر لأرى أمي قبل أن تموت لأنها محتاجة إلي ، حجزوا تذكرتي بنقود من عندي، لأنها جاءت قبل انتهاء مدة أقامتي في ذلك البلد بشهرين أو ثلاثة تقريباً، كيف ادفع تذكرتي وهو قد اخذ راتبي وأن ليس معي سوى القليل من النقود، أخبرتهم بضياع أموالي وبأني لم أرسلها إلى أمي، قطعوا تذكرتي لكي ارحل بدون عودة إلى هذا البلد بالذات، وقبل رحيلي بيوم أخبروني بأنهم كانوا يعلمون بقصتي منذ البداية وأنهم يعلمون الآن بأني حامل، وأن نقودي لم تختفي بل أعطيتها لمن أواعده ليشتري لي حبوب منع الحمل، وأخبروني بأنهم كانوا على إطلاع بالموضوع منذ بدايته إلى لحظة رحيلي بلا عودة إلى ذلك البلد، رحلت وان أحمل في أحشائي أساي وحزني وآلامي، عندما وصلت إلى بلدي ذهبت إلى المستشفى لكي أجهض تلك الذكرى المؤلمة من جسمي ونفسي، ماذا عساي أن أقول و أنا في أمس الحاجة إلى نقود لإجهاض ذكرياتي المؤلمة، باعت أمي كل ما تملك لكي أجهض الطفل من أحشائي، وبعد توفر المال جاء دور الأطباء في هذا الموضوع، ذهبنا لثلاثة مستشفيات ولا أحد من الأطباء قبل بالإجهاض لأن فيه قتل الطفل بعد أن تكون في أحشائي، لم ينتهي بمجرد وصولي إلى بلدي، فدعوت الله أن يخلصني مما أعنيه من الآلام وما لحق عائلتي من العار بسبب عواطفي، وتبت إلى الله لكنني لم أتخلى عن هذه العادة الكريهة، حتى بعد توبتي، ذهبت إلى المستشفى الرابع وكان هناك طبيب بارع في الإجهاض قبل العرض وهو أن يجهض طفلي وأن لا يتكلم عن حملي أمام الناس بمبلغ كبير من المال لأن الناس لو علموا بأمري فلا أحد سيتزوجني، أعطاني أدوية وبعد أيام انتزعوا تلك الذكرى من أحشائي وقلبي، لكني لم أستطع التخلي عن تلك الأيام وها أنا الآن أحاول أن أخوض التجربة (تجربة الحب )من جديد ، مع الماضي، قصة واقعية وقعت أحداثها على أرض الواقع، لشخصية حقيقية حدثت قبل ثلاثة أعوام أو أقل.
وهذه هي القصة وقد أسميتها عاشقة الشيطان، لأنها تتكلم عن الفئة الشريرة من البشر.