دقائق
ساعات
ايام
شهور متلاحقة
تنقضي من اعمارنا
طفل صغير يدرج اولى خطواته
نشوة الفرح والاعتزاز
ونظرة الامل بالمستقبل القريب
تلحظها في عيني والديه
راجين ان يكون ولدهم كما اراده الله......
عملوا على تبسيط المفاهيم الاسلامية
حتى تستطيع ان تستوعبها اذناه الصغيرتان
وحتى يستطيعوا غرسها في ذهنه
راجين ان تثمر هذه الغراس الصغيرة
من اجل تحقيق المستقبل المنشود
يحمل حقيبته الصغيرة ويتجه الى مدرسته
ها هو ذا يصعد سلم العلم
عملوا على توفير كافة السبل وكانوا له خير معين
ولم يهنأ لهم بال حتى يكون من المتفوقين
وما زالو ينتظرون ويرتقبون
طمعا في الامل المنشود
انتهت المرحلة الثانوية وعملوا المستحيل
للحصول على التخصص المطلوب في احدى الجامعات
حتى تقر عينه ولا يحرم من فرصة رجاها او حلم راوده
هنا وجد نفسه في جو جديد
وعليه ان يقرر ما سيكون بالتحديد
وسمع ورأى من حوله
ووجد بعض المفاهيم تختلف عما غرست في ذهنه
وجد طريق الشهوه ومروجيها يعملون بنشاط
ويرمون احابيلهم ليستميلوا غيرهم
والاذاعات والتلفاز والستلايت
والخلويات والبلوتوثات تعبق في كل مكان
غلبته النفس الشيطانية ....
الم تمل من صحبة المسجد؟
الى متى تعيش منعزلا عن الوجود؟
في السنة الجامعية الاولى غرته الماديات والموضات والشكليات
التفت حوله شلة حاولت تسييره كما تريد
بهرته.. كان سريع الاندفاع
لكن..... في الليل لم يغمض له جفن
لم يهنأ له بال وهو يرمق عيني والديه
ويرى فيهما نظرة الامل المنشود
الى اين يسير ؟ ولماذا؟
اين الحلاوة التي كنت اجدها في قلبي؟
اين الامل والامان والاطمئنان؟
اين الصحبة الطاهرة التي تعينني لاكون من الفائزين؟
لاكسب خير الدارين؟
عرف ان هذه خدعة والدنيا فانية
وانه مال عن السبيل القويم
توضأ وخرج يبحث عن صحبة المسجد
حيث كانوا يحلقون معا ويسمون عن الادناس
حيث كانوا يسشعرون حلاوة الايمان
ويتعاونون على فعل كل خير
حيث كانت امه تستقبله وتودعه
ونظرات الرضى تملا عينيها
ودعوات الخير تنبعث من شفتيها
استطاع ان يحدد ما يريد واستيعاب الحقيقة بالتحديد
من سلك سبيلا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا الى الجنة
النيه.......
وتجديد النية باستمرار
في كل شؤون الحياة
ان حياتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين
اصبحت خطواته واثقة مطمئنة
لا تجد الاحابيل الشيطانية له سبيلا
فرح بشعور الرضا الذي يملأ نفسه
واحب ان يشاركه في هذه السعادة كل من حوله
تعجب اصدقاؤه من سر البشاشة التي تلوح في وجهه
والتفوق الذي يحرزه والسعادة التي تغمره
التفوا حوله وحاول ان يوضح لهم
بعبارات بسيطة وجلسات ودية
فرحوا بصحبته وفرح بهم اهليهم
وابتسمت لهم الدنيا
وصاروا يعبقون اريج الزهر في كل خطوة يخطونها
وفي كل ميدان
فلتهنأ بهم الدنيا ولتسعد بهم الامهات
ففيهم الامل القريب والمستقبل المنشود
بنو عسل ـته