الذنوب والكبائر التي نهى القرآن الكريم عنها وكل ما أوجب عليها القصاص والحد في الدنيا والعقاب في الآخره فهي كبيرة، لهذا ذهب بعضهم إلى القول: المعاصي كلها كبائر من حيث كانت قبائح ، ولكن بعضها أكبر من بعض وليس من الذنوب الصغيرة ، وإنما يكو صغيرا بالآضافة الى ما هو أكبر منه ويستحق العقاب عليه أكثر ، لذا سئل بن عباس (رض) عن الكبائر فقال: لا كبيرة مع الإستغفار ولا صغيرة مع الإصرار.
ويروى ان الله سبحانه وتعالى أوحى الى نبيه داوود (ع) : يا داوود ! بشر المذنبين وأنذر الصديقين ، فقال: يا رب ! كيف ذلك؟ قال: بشر المذنبين أني أغفر ذنوبهم ، وانذر الصديقين أن لا يعجبو بأعمالهم ، لذا قال تعالى : " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم "
وعن علي بن موسى الرضا (ع) في تفصيل وترتيب الكبائر قال:
1- أكبر الكبائر الشرك بالله تعالى لقوله عز وجل : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"
2- وبعد اليأس من روح الله لأن الله يقول: " لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "
3- ومنها الأمن من مكر الله ، قال تعالى: " فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون"
4- ومنها عقوق الوالدين ، لان الله جعل العاق جبارا شقيا لقوله تعالى: " وبرا بالوالدين ولم يجعلني جبارا شقيا "
5- ومنها قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق لأنه تعالى يقول: " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها "
6- ومنها قذف المحصنات، لان الله تعالى يقول: " إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم"
7- ومنها أكل مال اليتيم ظلما ، لقوله تعالى : " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا"
8- ومنها الفرار من الزحف ، لان الله يقول: " ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير "
9- ومنها أكل الربا، لأن الله يقول " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس"
10- ومنها السحر لان الله يقول " ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق"
11- ومنها الزنا، لانه يقول " ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا" وقيل في الزنا ستة عقوبات ثلاثة في الدنيا وثلاثة في الآخرة اما في الدنيا : فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء ويقطع الرجاء ، وفي الآخرة: سوء الحساب وسخط الرحمن والخلود في النار.
12-ومنها اليمين الغموس، لانه تعالى يقول " إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم "
13- ومنها الغلول، قال تعالى : " ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة"
14- ومنها منع الزكاة المفروضة لانه تعالى يقول: يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم"
15- ومنها شهادة الزور وكتمان الشهادة لان الله يقول:" ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"
16- ومنها شرب الخمر، لأن الله سبحانه عدل بها عبادة الأوثان ، وهي ام الخبائث ، لان شارب الخمر يرتكب كل معصيه.
17- ومنها قطيعة الرحم ، لانه تعالى يقول: " أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار"
18- ومنها ترك الصلاة متعمدا، او شيئا مما فرض الله تعالى، لأن رسول الله (ص) يقول : من ترك الصلاة متعمدا فقد برء من ذمة الله وذمة رسوله ونقض العهد، والله سبحانه وتعالى يقول:" الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصول ويفسدون في الأرض"
عن المصطفى (ص) قال: مامن يوم يطلع فجره ولا ليلة غاب شفقها إلا وملكان يتجاوبان بأربعة اصوات يقول احدهما: ياليت هذا الخلق لم يخلقوا، ويقول الآخر: ياليتهم إذ خلقوا علموا لما خلقوا؟ ويقول الآخر: وياليتهم إذا لم يعلموا لما خلقوا، عملوا بما علموا ، فيقول الآخر: وياليتهم إذ لم يعلمو تابو لما عملوا.
وعن امير المؤمنين (ع) حين سمع شخص بحضرته يقول: استغفر الله ، قال: ثكلتك أمك! أتدري ما الإستغفار ؟ إن الإستغفار درجة العليين ، وهو اسم واقع لستة معان : أولها الندم على ما مضى ، والثاني العزم على ترك العود اليه ابدا ، والثالث أن تؤدي حقوق المخلوقين حتى تلقى الله وانت أملس ليس عليك ذنب ، والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها، والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على الحرام وهو السحت فتذيبه بالأحزان، والسادس أن تذيق الجسم ألم الطاعه لما أذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلك تقول: استغفر الله..
موضوع: كبائر الذنوب 
