موضوع: أعمال ليلة النصف من شعبان الثلاثاء أغسطس 28, 2007 1:03 pm
هي ليلة بالغة الشرف، وقد روي عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: سئل الامام الباقر(عليه السلام)عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال (عليه السلام): (هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر فيها يمنح اللّه العباد فضله ويغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا في القربة إلى اللّه تعالى فيها فإنها ليلة آلى اللّه عزوجل على نفسه أن لايردّ سائلاً فيها مالم يسأل المعصية، وإنها الليلة التي جعلها اللّه لنا أهل البيت بإزاء ماجعل ليلة القدر لنبينا ص، فاجتهدوا في دعاء اللّه تعالى والثناء عليه).. الخبر.
ومن عظيم بركات هذه الليلة المباركة أنها ميلاد سلطان العصر وإمام الزمان أرواحنا له الفداء ولد عند السحر سنة خمس وخمسين ومائتين في سرّ من رأى. هذا مايزيد هذه الليلة شرفا وفضلاً، وقد ورد فيها أعمال:
أولها: الغسل، فإنه يوجب تخفيف الذنوب.
الثاني: إحياؤها بالصلاة والدعاء والاستغفار كما كان يصنع الامام زين العابدين ع. وفي الحديث: (من أحيا هذه الليلة لم يمت قلبه يوم تموت القلوب).
الثالث: زيارة الامام الحسين (عليه السلام)، وهي أفضل أعمال هذه الليلة وتوجب غفران الذنوب، ومن أراد أن يصافحه أرواح مائة وأربعة وعشرين الف نبي فليزره عليه السلام في هذه الليلة، وأقل مايزار به عليه السلام أن يصعد الزائر سطحا مرتفعا فينظر يمنة ويسرة ثم يرفع رأسه إلى السماء فيزوره (عليه السلام) بهذه الكلمات: السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ. ويرجى لمن زار الامام الحسين (عليه السلام) حيثما كان بهذه الزيارة يكتب له أجر حجة وعمرة.
الرابع: أن يدعو بهذا الدعاء الذي رواه الشيخ والسيد وهو بمثابة زيارة للامام الغائب (صلوات اللّه عليه):
السابع: أن يقرأ الصلوات التي يدعى بها عند الزوال في كل يوم.
الثامن: أن يدعو بدعاء كميل.
التاسع: أن يذكر اللّه بكل من هذه الاذكار مائة مرة: سُبْحانَ اللّهِ وَالحَمْدُ للّهِ ِ وَلا إِلهَ إِلا اللّهُ وَاللّهُ أَكْبَرُ، ليغفر اللّه له ما سلف من معاصيه ويقضي له حوائج الدنيا والاخرة.
العاشر: روى الشيخ في ((المصباح)) عن أبي يحيى في حديث في فضل ليلة النصف من شعبان أنه قال: قلت لمولاي الامام الصادق (عليه السلام): ماهو فضل الادعية في هذه الليلة؟ فقال: (إذا صلّيت العشاء فصلِّ ركعتين تقرأ في الاُولى الحمد وسورة الجحد وهي سورة قل ياأيها الكافرون، وفي الثانية الحمد وسورة التوحيد وهي سورة قل هو اللّه أحد، فإذا سلّمت قلت: سُبْحانَ اللّهِ ثلاثا وثلاثين مرة، وَالحَمْدُ للّهِ ِ ثلاثا وثلاثين مرة، وَاللّهُ أَكْبَرُ أربعا وثلاثين مرة ثم قل:
ثم تسجد وتقول: يا رَبّ عشرين مرة، يا اللّهُ سبع مرات، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللّهِ سبع مرات، ماشاء اللّهُ عشر مرات، لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللّهِ عشر مرات.
ثم تصلي على النبي ص وتسأل حاجتك، فو اللّه لو سألت بها بعدد القطر لبلّغك اللّه عزَّ وجلَّ إياها بكرمه وفضله.
الحادي عشر: قال الطوسي والكفعمي: يقال في هذه الليلة:
الثاني عشر: أن يدعو بعد كل ركعتين من صلاة الليل وبعد الشفع والوتر بما رواه الشيخ والسيد.
الثالث عشر: أن يسجد السجدات ويدعو بالدعوات المأثورة عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، منها مارواه الشيخ عن حماد بن عيسى عن أبان بن تغلب قال: قال الصادق (صلوات اللّه وسلامه عليه): (كان ليلة النصف من شعبان وكان رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) عند عائشة، فلما انتصف الليل قام رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) عن فراشه فلما انتبهت وجدت رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) قد قام عن فراشها، فداخلها مايدخل النساء ـ أي الغيرة ـ وظنّت أنه قد قام إلى بعض نسائه، فقامت تلفّفت بشملتها، وأيم اللّه ماكانت قزّا ولا كتّانا ولاقطنا ولكن سداهُ شعرا ولحمتُه أوبار الابل فقامت تطلب رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) في حجر نسائه حجرة حجرة، فبينا هي كذلك إذ نظرت إلى رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ساجدا كثوب متلبّد بوجه الارض، فدنت منه قريبا فسمعته يقول في سجوده:
ثم عفّر خديه في التراب وقال: عَفَّرْتُ وَجْهِي فِي التُّرابِ وَحُقَّ لِي أَنْ أَسْجُدَ لَكَ.
فلّما همَّ رسول اللّه بالانصراف هرولت إلى فراشها وأتى النبي إلى الفراش، وسمعها تتنفس أنفاسا عالية ! فقال لها رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ماهذا النفس العالي؟ تعلمين أيّ ليلة هذه؟ ليلة النصف من شعبان، فيها تقسم الارزاق وفيها تكتب الاجال وفيها يكتب وفد الحاج، وإنّ اللّه تعالى ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من شعر معزى قبيلة كلب، وينزل اللّه ملائكته من السماء إلى الارض بمكة).
الرابع عشر: أن يصلّي صلاة جعفر الطيار، كما رواه الشيخ عن الرضا صلوات اللّه عليه.
الخامس عشر: أن يأتي بما ورد في هذه الليلة من الصلوات وهي كثيرة منها مارواها أبو يحيى الصنعاني عن الامام الباقر والامام الصادق (عليهما السلام) ورواها عنهما أيضا ثلاثون نفرا ممن يوثق بهم ويعتمد عليهم، قالوا: قالا (عليهما السلام): إذا كانت ليلة النصف من شعبان فصلِّ أربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد و قل هو اللّه أحد مائة مرة، فإذا فرغت فقل:
واعلم أنه قد ورد في الحديث فضل كثير لصلاة مائة ركعة في هذه الليلة، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة والتوحيد عشر مرات، وقد مرّ في أعمال شهر رجب صفة الصلاة ست ركعات في هذه الليلة يقرأ فيها سورة الحمد ويَّس وتبارك والتوحيد.
يوم النصف من شعبان
وهو عيد الميلاد، وقد ولد فيه الامام الثاني عشر إمامنا المهدي الحُجّة بن الحسن صاحب الزمان (صلوات اللّه عليه وعلى آبائه) ويستحب زيارته (عليه السلام) في كل زمان ومكان والدعاء بتعجيل الفرج عند زيارته، وتتأكد زيارته في السرداب بسرّ من رأى، وهو المتيقّن ظُهُورُهُ وتملكه، وأنّه يملأ الارض قسطا وعدلاً كما ملئت ظلما وجوراً.